الاثنين، 9 مارس 2015



 إلى د. عبير قدومي،
آسفة جداً لأني غالطتك في إحدى المسائل، ثمّ أبدت لي الأيام صحة قولك.. كنتُ تلقين علينا المحاضرة وتقولين لنا ناصحة:
- شريعة! أنتِ أفعالك فتوى! شئتِ أم أبيت!
فكنتُ أقول في نفسي: هذا يكون في بيئة أخرى بعيدة عن العلم، أما في بلادنا الملأى بالعلماء، فمنذا الذي سينظر إلى ضعيفةٍ مثلي، ويحكم بأفعالها وتصرفاتها؟
ثمّ فاجئتني الأيام بأنّ هناك من يستفتيني وأنا الجاهلة، ويقتدي بي وأنا الحائرة، لا زلت أهاب بحرِ العلم، أحبّه وما ركبت سفينتي فيه بعدُ! وآخرين يروني من جنسِ الملائكة ما ينبغي علي أن أخطئ!
ثم تتابعت علي المواقف حتى ذهلتُ..
وكثرُ علي لوم نفسي، ولوم الآخرين لي، وكنتُ فيهم ما بين غالٍ وجافي!
ما بين مادح -ولستُ أهلاً لمدحه- وبين من يجفوني لأجل تخصصي وتوجهي.
آسفة جداً يا نفسي، لأني كنتُ في أحايين غير مرغوب فيني كون وجودي في اجتماعهم يفسده عليهم.. وكنت في موقف حرج، بين أن أرخي أو أمسك..
آسفة يا نفسي، لأني حتى الآن ما وجهتُ طريقك على الجادة الصحيحة، وكنت مقصرةٌ فيكِ كثيراً!
لا عتاب على الآخرين، اللوم علي! 
أنا ما أحسنتُ إليها، فكيف أستجدي ذلك من غيرها؟

اللهم عفوك وغفرانك.. إن صح منك الود فالكل هيّن، وكل ما فوق الترابِ ترابُ!