الاثنين، 30 مايو 2011

إليك بني !








سلام الله عليك يا حبيب القلب ومهجة الروح وزينة الدنيا .. سلامٌ عليك
هذه رسالتي إليك، وأنت في غياهب الغيب لا يعلم إلا الله ما كُتب لي ولك .. هذه رسالتي ولست أعلم إن كنت ستقرأها أو يوافيني الأجلُ قبل أن أسلمها إليك !
قرأتُ ذات مرة رسالة أم لولدها، رسالة عظيمة بمشاعرها وروح الأمومة فيها.. ولا تعلم يا بني كم أثرت بي رسالتها، وأثارت فيني مشاعراً نائمة أيقظتها قبل أوانها، وجعلتني أشتاقُ إليك ..
ويفصلُ بيني وبينك - يا بني - مسافات الزمان، وسنين مغيبة لا نعلمها، الله يعلمها.

وتستغرب يا بني كيف سبقت الزمان واستبقت الأحداث، أفكر في كهولتك وأنا لم أراك طفلاً حتى الآن ! ولكن هي روح الأمومة يا حبيبي فلا تستغرب !
مشاعر الأمومة التي جعلتني أفكر فيك، ولا زلت مغيباً لا يُعلم مصيرك ! المشاعر التي جعلتني أشتاق إليك ولا زلتُ جاهلة بمصير المستقبل وحمل الأيام ودورة الزمان ..
إيه يا حبيبي، أشتاق إليك قبل أن أموت، في حين أنك لم تحيى بعد !
مر علي زمان، كنت أظن فيه أني سأموت بعمر معين، واجتهدت قبل ذاك العمر، ومر علي ولم أمت فيه! .. والآن يا بني، لست أفكر بالعمر، أفكر بزمانك أي كان، ثم الموت.
يا حبيبي، كنت كلما قرأت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فكرت به فرأيت أني لا أملك علماً يُؤخذ عني، ولا لي من صدقة جارية، ففكرت بك ذخراً وأملت أن تكون مما أنتفع به، وبتّ أبني آمالاً في تربيتك، تكون سبباً - بعد هداية الله - في صلاحك ..
يا بني، إن متُّ قبل أن تصلك رسالتي، وإن متّ قبلَ أن أرى فيك الحياة .. فدعواتي لنفسي بالرحمة، وأن يسخر الله لي ابناً يدعو لي وإن لم يحمل اسمي، وإن لم تمضي في عروقه دمي.
" مقتطع " !
.. والحمد لله رب العالمين وسلامُ الله على رسوله الأمين، وسلامٌ علينا وعلى عباد الله الصالحين.



الاثنين، 23 مايو 2011

بسم الله الرحمن الرحيم 


أما قبل:
فلي سنتين منذ أن تركت الكتابة نهائياً إلا حينما يطلب مني، لا أكتب مقالة ولا قصة، واستبدلت بالذي هو أدنى، حديث وثرثرة أفضفض فيه ما فيه نفسي على الكتابة، التي هي أخير وأفضل ..


أما بعد،
فهذه قصّة، طُلب مني كتابتها .. وبدأت أعصر مخي، وأضغط على قلمي ، بعدما كنت إن مسكته لا أفلته.. وبدأت أسرّع الأحداث، وأنهيها على عجلٍ، بعدما كانت تعييني النهايات !
سألتُ صديقتي أبرار، كيف أنهيها ؟ قالت : " موتيهم " وكانت الفكرة الأفضل


ـــ


ما اكتمل قمر ولا أصبح بدر، ولا مرت ثلاثة أيام من كل شهر إلا وهند تحضر في موعدها لتفطر مع جدها؛ وربما يفوتها أجر الصيام، ولكنها ما ترضى أن تفوتها لذة الدعاء مع جدها والحديث معه ..
منذ أن اختارته رفيقًا لها وصديقًا مقربًا والأحب إلى نفسها؛ منذ أن عرفت أنه يشاركها الإهتمام في القراءة بكتب التاريخ واللغة والأدب، منذ أن اختارته أديبها الأول وكاتبها المفضل - وإن لم تقرأ له -، وهي ما ترضى بغيره جليسًا وما تشارك متعة الحديث مع أحدٍ غيره ..
قالوا أنها انطوائية وأنها متقوقعة على نفسها، واهتموا بحالها؛ سألوها إن كانت تحتاج لطبيب نفسي، وهي تعلم في نفسها أنها لا تعاني من مرض، ولا انطوائية ولا توحد؛ وإنما كانت تلك شفقة منهم لا تبغيها ورأفة تتضايق منها ..
- قيدوني يا جدي !
- إيٍه يا بنتي صبرًا ..
- في سجنهم حبسوني
- الفرج قريب !
- متى ؟؟
- عن قريب يكتب الله أمرًا كان مفعولا
ثم نهض الجد من مجلسه قائلاً: الصلاة خير من الحديث ..
وذهبت هند تصلي وتجهز القهوة، ذاهبة بها لفناء المنزل، مستمتعة بالوقت المحبب لنفسها، وتعلم حينما يأتي جدها، سيتحدثان عن المغيب، وعن الأفق في الغروب؛ وتعلم أنهما سيكرران الكلام عنهما ككل مرة، وأنها ستحبه أكثر .. 
يحدثها عن حكايا الماضي، عن إخوته حينما كان يلعب معهم صغيراً، عن الموت الذي اختطفهم واحدًا واحدًا وأبقاه وحيدًا، يعاني ألم الفقد، ويبقى وحده يكسب حب والديه وحرصهما الشديد عليه؛ تذكرته يقول: .. والسلّ لا دواء له، وحينما صححته له: الشوق يا جدي ..
قال لها: إيه يا ابنتي، ما أشعل الشوق إلا ما كان من السل !
ابتسمت حينما تذكرت بأن جدها يسمي المرض سلًا، ربما لأنه أول مرض عرفه فربطه به، أو ربما لأنه كان بداية طريق الفقد.. وسمعت طرق الباب فهرولت تفتحه:
- تأخرت يا جدي !
- ألقيت السلام على نفسي وأتيت ..
- رحمهم الله.
جلس الجد على البساط، وجلست بجانبه هند قائلة: متى يا جدي تغيّر المسكن؟ البيت متهالك كما ترى .. 
- ولكنه باقٍ بأهله !
- من يا جدي ؟ وأنت وحدك هنا، وطريقي إليك صعب وإذا ما أحضرني خالي، مكثت لديك ثلاثًا وعدتُ ! .. ومن بقي يا جدي غيرنا ؟ لا أحد !
- قدري العيشُ وحيدًا، بقي القليل وأرحل .. أما وأنا أعيشُ هذه الدنيا فلا رحيل! لا رحيل من هنا ...
لا رحيل، وعلى قرب من هنا دفن أبواي وهناء حياتي، وبجانبهم إخوتي .. لا رحيل وثمرة فؤادي وفلذة كبدي الوحيد دفن قريباً منّا ..
كيف أرحل وأترك السلام والدعاء على هذه الأرواح الطاهرة كلما أنهيت الصلاة المكتوبة؟ وكيف أرحل، وأترك النبع الذي يزداد منه يقيني - كلما مررت بقبورهم - بإن هذه الدنيا معبرٌ لا تستحق الخلود والعيش فيها ؟!
.. وتعلمُ هند أنها في حديث الموت خاسرة، خاسرة لقوتها وإقناعها جدها. وأنها كاسبة، كاسبة لحب جدها كلما هدأت من نفسه وذكرته بالله، وكاسبة لصداقته ورفقته ..
سألوها مرة عن تفضيلها لجدها وانبساطها لديه، وردت عليهم:
- كان يصغي إلي كلما تكلمتُ ويفهمني، وكان يشاركني كتابة الرسائل - التي لا تقرأ - إلى .. أبي !
وكان ذاك السبب الأكبر، وإن كانوا لا يشعرون !
مرة تأخرت بالذهاب إليه، ومرت الثلاثة أيام لم تحضر فيها، وبعدها بأسبوع طرقت الباب، فٌتح لها، ورأت جدها  داخل المسكن، متكيء وبجانبه جاره معين له.. قال لها:
- أُصبت بالسل !
- الشوق يا جدي ؟!
- فرجه قريب - بإذن الله - ..
- الرحيل يا جدي؟؟
- عما قريب، وصيت أن يُدفن جسدي بجانبهم .. 
وانصدمتْ ! .. وتعلم أنها بعده ستفقد الصديق والحبيب، وسُيضيق عليها قيد الشفقة التي لا تبغيها ، وأنها ستظل تكتب الرسائل .. بلا مجيب !

-


" موّتْ كل العالم يا صديقتي وبقيت القصة رديئة "

الأربعاء، 4 مايو 2011


.. كلما ظننت أني أزددت علماً بأمور الدنيا، جعلتني أتحيّر أكثر !
كلما قررت أن أعيش حياتي ببساطة وأترك التفكير في أمور هذا العالم، جاء حدثٌ فأغفلني عن قراري وهز هدوء داخلي !
مالي وللعالم وضوضاءه ؟!

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه


الثلاثاء، 3 مايو 2011

وأخيراً وجدتُ مدونة مثل هذه، سهلة ولطيفة :) المدونة تابعة لقوقل، لكن للأسف لم أكتشفها إلا مؤخراً !






من فترة قريبة، فكرت بإنشاء مدونة بسيطة، لكن صعوبة بعض المدونات، صرفتني عن ذلك؛ خاصة وأنني لا أحتاجها دائماً، ولستُ مدونة .. إنما حاجتي أحياناً لأخرج مكنون صدري، أو تحقيق رغبة في نفسي بكلام، أو توثيق :)


tumblr كانت لي تجربة بسيطة معه .. فكرة الموقع جميلة، ويعيبها أنك تضيف كل شيء يدوياً !
هنا حسابي http://somahra.tumblr.com/ :)

بسم الرحمن الرحيم 
مدونة بسيطة جداً .. أنفث فيها ما في نفسي ، وأخرج ما في صدري .. ولي فيها مآرب أخرى !

رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا "