الجمعة، 1 يونيو 2012

مقال قديم


بسم الله الرحمن الرحيم

وجدته بالأرشيف قبل ثلاثة سنين تقريبًا فسعدت به رغم بساطته.

من بين كلّ الأوطان، كان وطننا مختلفاً، لا ننام بأمان، ولا تراودنا لحظة اطمئنان، من بين كلّ المدراس في مختلف الأوطان، كانت مدارسننا مختلفة، حبرنا دماء، وأوراقنا أشلاء! حتى المطر لدينا مختلفاً، رصاص ودمار، ولأن أطفالنا أيضاً مختلفون فحكاياهم أيضاً مختلفة، قصص النوم تلك، كانت تتحدث عن وطن، عن حبّ، عن روح مجاهد، عن الكثير مما يخصنا، حتى حكاية ليلى والذّئب، غٌيّرت لأجلنا، فليلى تلك البريئة التي التقى بها الذئب الصهيوني وهي في طريقها للمدرسة، ُقتلت برصاصته!
حكايانا مختلفة، بكائنا، دموعنا وألآمنا، وشهر زاد التي بدأت تحكي علينا حكايا المقاومة ليراودنا طيف الأمل أخيراً!
يا شهر زاد: مالكِ جزعتِ من الموت، وأحببت الحياة؟ وفي الحياة كثير من المعاناة، ورؤية الموت!
فلتحكي لنا حكاية مجاهد، استولى على أرضه مغتصبون فجاهد حتّى شنق، ولا زالت صفحات التاريخ تشهد له فعله، أذكري قوله حينما حكم عليه بالموت، فقال مقولة شاع منها شمس ثقته بالله، كتبت في صفحات حياتنا، وفي التاريخ الذي عرف ذلك الشهم:
((سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي.)) 
ولأنّ حياته أصبحت بالفعل طويلة، طويلة جدّاً لجعلنا نثق بالله، ونجعله قدوة في جهادنا، لأنّه الحقيقة التي لا تخفى، ومطلبنا لتكون مقاومتنا مثله عظيمة.
احكي يا شهر زاد عنّا، احكي للعالم أجمع بأننا كلّنا مختار، وبأن صلاح سيعود، احكي وزيدي في الحكايا، لعلّ القوة الظالمة تغفل عن قتلكِ، فيعلم العالم عنكِ وعنّا.
يا شهر زاد: مالكِ آثرت الحياة على الموت، وفي الموت بإذن الله حياة؟!
فلتحكي ولتزيدي في الحكايا، ولتخبري عن حياة مجاهد، أصبح قدوتنا، ومقولته قوتنا : ((إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح، وحينما يقاتل المرء لكي يغتصب وينهب، قد يتوقف عن القتال إذا امتلأت جعبته، أو أنهكت قواه، ولكنه حين يحارب من أجل وطنه يمضي في حربه إلى النهاية.))
احكي يا شهر زاد عن إيماننا، عن حقنا، عن حريتنا التي اغتصبت وسلبت منّا، عن حقّ الأقصى بأن يكون شامخاً، عن ذكر الله الواجب أن يكون قائماً، عن حقّ الزيتون بالبقاء، وعن حقّنا بالجهاد.
قال لي طفلٌ ذات مرّة: أكذوبة هو الوطن، رسمة طائشة في خريطة، كلامٌ كاذب في التاريخ، لا وجود لمن تتكلمون عنه بدمائكم، إنّ كنّا حقاً ننتمي له، فهو قد مات، وليس من حقّنا الحياة!
آلمني قوله يا شهر زاد، آلمني بشدّة، ربّما لم يقرأ حكايانا، ربما أخطأ وقرأ حكاية من غرب، حكاية زيف وكذب، حكايةٌ أقنعته بأن ما تقوله وتفعله حقيقة، ولكن أو ليست شمس الحقيقة لا تسطع من غربٍ؟ ربما نسى بأن شمس الحقيقة تشرق من مشرقنا الإسلامي، ربما تناسى، ولكن تلك الأشعّة لا تُكذّب!
احكي يا شهر زاد لكلّ أطفال العالم عن حقيقتنا، عن الظلام المخيّم علينا، وعن ذنوبنا التي أغضبت الله، فأصاب الشمس كسوفا، وإننا نتوب إلى الله توبة نصوح، ونستغفره من ذنوبنا، وندعوه.
ولتحكي يا شهر زاد عن الشّموع، التي تذبل كلّ ليلة، وتحرق أيدينا ونحن نطلب النور، ولكن، أوَ ليس الصّبح بقريب؟
ولتجعلي يا شهر زاد النهاية، هي نصرنا بإذن الله.
{ إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً }

10/1/1430 هـ