السبت، 10 سبتمبر 2011

بدون عنوان

بسم الله الرحمن الرحيم 

يُروى أن هناك رجلاً وجدوه ميتاً في غرفة نائية وحوله أوراق متناثرة.. كُتب في إحداها:
سألني اليوم رجلاً، إن كنتُ قد ولدت مذهولاً عن الحياة وإن كنت لا أزال أعاني من فهمها! إشارة إلى ذهولي عن أحداثها وصمتي الطويل؛ فأصابني سؤاله قرارة نفسي وهزّها من أعماقها.. وعذرت جهله بضحكي وحديثي كأفضل ما أكون مع الأقارب والأصدقاء.. وإن كنت ذاهلاً عن نفسي منصرف عنها، وأشد ما أكون جهلاً بها وهرباً منها !
ثم إنه أصابني من بعدها حالة الذهول والقلق النفسي، ومن حولي جاهلون بي وبعلتي .. حتى حاولتُ أن أعالج نفسي، فما استطعت إلى ذلك سبيلاً ..
ثم لجأت إلى الطبيب، فصعّب تشخيصي وأشار علي بأن أذهب للطبيب الفلاني، والطبيب أحالني إلى غيره حتى سافرت إلى مدينة الرسول صلي الله عليه وسلم، طلباً للطبيب الذي أوصوني عليه.. وما تصاعبت له طريقاً ولا شكوت من وعورته، ووجدتني أستلذه ما دام فيه شفاءي.. حتى وصلت إليه فأجلسني أمامه وسمى بالله ثم أشار إلى صدري كأنه يعلم ما بي قائلاً: إن صلح، صلح جسدك كله ! .. أخبرني مما تشكي؟
فسألته بالله أن يخبرني بالله عليه كيف أصلحه ؟ وأنا وجدته من قبل جنّة أستريح إليها وأطمئن بها، فلما أهملتها صار خراباً ظلماً، فيه من الوحشة ما يجعلني أهرب منه رغماً عني! وأني كنت أحفظ القرآن سهلاً فصعب وتفلت علي، كأن الحفظ شخصاً أتجاذب وإياه، وأشده إلي فيهرب مني! وقاومته فما وجدت لنفسي عليه حيلة وغلبني؛ فازداد سوء حالي، وحاولت أن أنفث ما في صدري وأخرج ما في نفسي بالدمع فاستعصي علي كأني لم أبكي قط!
وحاربت نفسي فهزمنتي .. وأني همتُ على وجهي فوجدت كل الطرق مغقلة، وكل السبل معلّقة .. فما لي سبيل ولا هناك طريق أسير به.. هذه حالي وشكاتي؛ وسألته ما الذي أفعله؟ فأجابني:
أما الحفظ فقد أجابك عني الشافعي حين قال:


شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبـرنـي بأن العلـم نـور *** ونـور الله لا يهـدى لعـاصـي


وأما دوائك الباقي فخذ هذه الورقة وضعها بين عينيك فإن فيها شفاءك بإذن الله.
وكانت ذلك آخر كلامه لي، فجمعت نفسي وعدتُ من حيث أتيت، وأغلقت على نفسي أعالجها .. ومن بعد نصيحته تلك وأنا كأحسن ما أكون حالاً، وأسأل الله أن يحسن مآلي فإني أحسّ بدنو أجلي وإني أسأله المغفرة لعبدٍ فقير قصّر في عبادته وأداء واجبه .. ولا إله إلا الله، سبحانه إني كنت الظالمين.

ووُجد بجانب تلك الورقة، قطعة صغيرة رُجح بأنها تكون الورقة التي أعطاها الطبيب للميت، ووجدوها مكتوباً فيها:
إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ

-

ا.هـ


*أجريت في القصة خيالي 

الخميس، 8 سبتمبر 2011

يحكى أنّ

بسم الله الرحمن الرحيم


يغفو على كفّيْ- لطول تأملي .. قلمي، وأعجزُ ما الذي سأقولُ؟




يا حبيب القلب هل تعلم عمّا أكتبه إليك؟ ورسائلي التي ترسل إليك عبر نبضات قلبي، وأخجل أن أكتبها - حقيقة - في رسالة إليك .. وأعلم أنك ستقرأها وإن كنت لا تستطيع أن تعيدها علي، ولكني أخجل منك يا زينة الرجال، أخجلُ منك !
ورغم طيبة قلبك وسماحة نفسك، لكني أستحي بأن أقول لك بأني - والله - أحبك، حباً صادقاً، وأكثر مما تظنه.. وما في حبي لك عيبٌ ولا هو مما يُخجل منه، ولكن حياءً؛ فإني ما اعتدت مراسلة أحبائي وإظهار شوقي.
 وقد كنت أراك الأب الحاني، الأديب المفضل، الصديق المقرّب .. فأخبرني عني أيها العزيز بصدق ولا تجاملني..

أخبرني أيها الحبيب، هل تشعر بشوقي إليك وحنيني للقياك وحديثك؟
أأقولُ : أنّ الفكرَ مشغولٌ بكم .. أو تجهلونَ بأنّه مشغـولُ؟!
حسبي وإن كنت لا تعلم شوقي، أن خاطرك يمرّ علي، وأني رضيت بقطعة العذاب على قلبي، وقلقة الشوق في نفسي !
لا سكّن الله قلباً عقّ ذكركمُ .. فلم يطر بجناح الشوق خفاقاً !

وقطعة العذاب: حنين الذكريات، وشوق اللقاء ..

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

إليكِ

بسم الله الرحمن الرحيم


على أعتاب بوابة حلمي، نسيتُ غرضي ومقصدي، وسهري لسنين طوال أحلم فيه بأني أسيرُ إليك ..
يا مهوى الفؤاد ما الذي فعلتيه بنا ؟ والنفس تنكّرت لموطنها الأصليّ وباتت تشتاق إليكِ منذ أن أحبّتكِ !
لا تسألي عما فعلته الحروف بنا، لولا تلك الكلمات لما التفتنا لحسن جمالك وزينة أرضك، وما عشقنا خاطراً تمرّين فيه!
وصدقيني يا زينة البلدان، أنا ما رأينا لك صوراً إلا قلة، ولا شاهدنا لك ما تسحرين به أعيننا؛ وإنما هي الكلمات، دارت برؤسنا فعلمت لها مخيلتنا؛ أو أقول أن الكلمات جذبتنا فأحببناها والحب يجعلنا نعشق محاسن المحبوب، غافلين ومتناسين مساوءه !
أو لك مساوء ؟ أصدقيني الحديث، ولا تغتري فتنفيها! هل تغير حسنك وجمالك بعد تلك الكلمات؟ أم أن كاتبها، كان بعده عنكِ زيّن له حسنك، وشوقهُ إليكِ جمّلك في عينه، حتى جمّلكِ بتلك الأحرف؟ ثم جملك بأعيننا !
ازداد حبي لك، وشفقتي عليك بعد تلك الأحداث .. اعذريني إن كنت أشاهدكِ تحترقين، تغلين، وأنا أشاهد ولا أملكُ لكِ من الأمر شيئاً.
صدقيني، بأن روحي تحترق، وأني - والله - أودّ لو أنهيت ذلك بنصر لكم، ولكنها حكمة الله التي نجهلها، ونعلم بأنها خير لنا جميعاً بإذن الله.
أعتذر  إن قسيتُ عليك من حيث أردت أن أعبر فيه عن حبّك! إني لا أجيد التعبير.. والحديث في داخلي متداخل مضطرب، فأعياني البيان عمّا في نفسي، ولك مني العذر حتى ترضين !
.. والسلام.






يا سوريا يا دُوْحَةَ الحُلُمِ التي
ضُرِبَتْ بفأْسِ الحقد والأَضْغان

قلبي كقلبكِ في الأنين وفي الأسىٰ
ممَّا جنى الباغي وفي الأَحزانِ

أَسَفي عليكِ حبيبةً مَأْسُورةً
في كفّٓ مأْفونِ الهوىٰ خَوَّانِ

أوَّاهُ يا شامَ المفاخرِ والعُلا
من صمت هذا العالَمِ الحَيْرانِ!




أجريت في ها خيالي

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

حديث صباحي :)

بسم الله الرحمن الرحيم


مرة كتبت زميلة في تويتر، أنها تتمنى كاميرة وآي ماك وأشياء أخرى نسيتها، كهدية ! .. تبسمتُ، أغلب الأشياء التي كانت تتمناها لدي، وهديّة ! ما عدا الكاميرة فشبه هدية :)
يارب لك الحمد، فهي نعمة عظيمة من الله بها علي، وما أكثر نعمه سبحانه، فله الحمد حتى يرضى ..




أفكر أقول: ما الذي أريده من هذه "الدنيا" زيادة؟ ولدي عائلة يتمناها الكثير، والدين محسنين، وخوات مميزات، وإخوة نحسد عليهم، وأجهزة نستمتع بها، وسفرات نتمتع بها .. وأشياء كثيرة - وجداً - لا أحصيها !
فيارب لك الحمد ولك الشكر .. يارب لك الحمد، اللهم وأجعل فيها خيرة لنا، نتقوى بها على طاعتك.