بسم الله الرحمن الرحيم
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبـرنـي بأن العلـم نـور *** ونـور الله لا يهـدى لعـاصـي
يُروى أن هناك رجلاً وجدوه ميتاً في غرفة نائية وحوله أوراق متناثرة.. كُتب في إحداها:
سألني اليوم رجلاً، إن كنتُ قد ولدت مذهولاً عن الحياة وإن كنت لا أزال أعاني من فهمها! إشارة إلى ذهولي عن أحداثها وصمتي الطويل؛ فأصابني سؤاله قرارة نفسي وهزّها من أعماقها.. وعذرت جهله بضحكي وحديثي كأفضل ما أكون مع الأقارب والأصدقاء.. وإن كنت ذاهلاً عن نفسي منصرف عنها، وأشد ما أكون جهلاً بها وهرباً منها !
ثم إنه أصابني من بعدها حالة الذهول والقلق النفسي، ومن حولي جاهلون بي وبعلتي .. حتى حاولتُ أن أعالج نفسي، فما استطعت إلى ذلك سبيلاً ..
ثم لجأت إلى الطبيب، فصعّب تشخيصي وأشار علي بأن أذهب للطبيب الفلاني، والطبيب أحالني إلى غيره حتى سافرت إلى مدينة الرسول صلي الله عليه وسلم، طلباً للطبيب الذي أوصوني عليه.. وما تصاعبت له طريقاً ولا شكوت من وعورته، ووجدتني أستلذه ما دام فيه شفاءي.. حتى وصلت إليه فأجلسني أمامه وسمى بالله ثم أشار إلى صدري كأنه يعلم ما بي قائلاً: إن صلح، صلح جسدك كله ! .. أخبرني مما تشكي؟
ثم لجأت إلى الطبيب، فصعّب تشخيصي وأشار علي بأن أذهب للطبيب الفلاني، والطبيب أحالني إلى غيره حتى سافرت إلى مدينة الرسول صلي الله عليه وسلم، طلباً للطبيب الذي أوصوني عليه.. وما تصاعبت له طريقاً ولا شكوت من وعورته، ووجدتني أستلذه ما دام فيه شفاءي.. حتى وصلت إليه فأجلسني أمامه وسمى بالله ثم أشار إلى صدري كأنه يعلم ما بي قائلاً: إن صلح، صلح جسدك كله ! .. أخبرني مما تشكي؟
فسألته بالله أن يخبرني بالله عليه كيف أصلحه ؟ وأنا وجدته من قبل جنّة أستريح إليها وأطمئن بها، فلما أهملتها صار خراباً ظلماً، فيه من الوحشة ما يجعلني أهرب منه رغماً عني! وأني كنت أحفظ القرآن سهلاً فصعب وتفلت علي، كأن الحفظ شخصاً أتجاذب وإياه، وأشده إلي فيهرب مني! وقاومته فما وجدت لنفسي عليه حيلة وغلبني؛ فازداد سوء حالي، وحاولت أن أنفث ما في صدري وأخرج ما في نفسي بالدمع فاستعصي علي كأني لم أبكي قط!
وحاربت نفسي فهزمنتي .. وأني همتُ على وجهي فوجدت كل الطرق مغقلة، وكل السبل معلّقة .. فما لي سبيل ولا هناك طريق أسير به.. هذه حالي وشكاتي؛ وسألته ما الذي أفعله؟ فأجابني:
أما الحفظ فقد أجابك عني الشافعي حين قال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبـرنـي بأن العلـم نـور *** ونـور الله لا يهـدى لعـاصـي
وأما دوائك الباقي فخذ هذه الورقة وضعها بين عينيك فإن فيها شفاءك بإذن الله.
وكانت ذلك آخر كلامه لي، فجمعت نفسي وعدتُ من حيث أتيت، وأغلقت على نفسي أعالجها .. ومن بعد نصيحته تلك وأنا كأحسن ما أكون حالاً، وأسأل الله أن يحسن مآلي فإني أحسّ بدنو أجلي وإني أسأله المغفرة لعبدٍ فقير قصّر في عبادته وأداء واجبه .. ولا إله إلا الله، سبحانه إني كنت الظالمين.
ووُجد بجانب تلك الورقة، قطعة صغيرة رُجح بأنها تكون الورقة التي أعطاها الطبيب للميت، ووجدوها مكتوباً فيها:
إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
-
ا.هـ
*أجريت في القصة خيالي